Archive for سبتمبر, 2011

حَفل الزِفاف

28 سبتمبر 2011

المجتمع كقوة جمعية تدفع الفرد للأنصياع لما تصوغه الثقافة الجمعية، هذا يظهر بشدة في احتفالاتنا التي ليس لها قيمة فعلية كحفلات الزفاف المعاصرة وما تحتويه من بهرجة كاذبة وفرحة شبه محصورة في دقائقها المحدودة؛ حيث أن الفرد إذا أعمل عقله فسيرى كم اسرف على مظاهر لاتنفع ولكنها تضر. المشاعر لا تشترى والمظاهر لاتفيد.

الفرد في حالتنا الإجتماعية غير مؤهل مادياً – غالبية الشباب – للإنفاق على حفل زفاف يرضي به المجتمع الاستهلاكي الحالي، فلم نضغط عليه ونطلب تنفيذ رغباتنا لا رغبته ، على الرغم من أن الزواج لا يساوي حفل زفاف، مهر عالي، مجوهرات ثمينة ثقيلة الوزن، و منزل مجهز  به أثاث باهظ.

السطر قبل الأخير: يمكن الإستفادة بتكلفة هذه المظاهر في مشروع خاص لرفع مستوى المعيشة.

الهدف: حياة كريمة بلا مظاهر سطحية.

استهلاك

27 سبتمبر 2011

انا ضد الإعلام، ضد الإغفال والإنكار، ضد السرقة والإحتيال، وضد الإستهلاك. الكل يستهلك، الإستهلاك سمة العصر، الإستهلاك ليس بجريمة ولكن الإفراط فيه كارثة. كل فرد في المجتمع يشتهي، ولكن الشهوة لا تأتي من اللاشيء، الإعلام عن الشيء هو السبب.

الهواتف المحمولة ، التلفاز ، الإعلانات .

من أوراق يونيو 2010

مُوحشْتِي

27 سبتمبر 2011

أيا موحشتي

كم تبقى من الدهر لنلتقي

أيا موحشتي

هل سيتسنى لنا اللقاء قبل أن ننتهي؟!

***

عبر النافذة قد لقيتك مرةً

وأنا في السجن منعزلٌ

الرؤى والأحلام والطالع

أمروا بألا أطالع

ناموس الكون والانسان

والطبيعة والبحر والسماء

والقدر المحتوم كلٌ في كتاب

انشقاق الأرض قادم ..

للحق والحساب

هذيان يعتريني ويكسي حواسي

السمع .. لا أدرك إلا صوت الريح

الرؤية .. لا أرى إلا الخلاء

اللمس .. لا أحس بأناملي

جسدٌ قد فنى ..

وروح ترفرف في السماء

هذيان قرب الحقيقة ساكن

أنا الانسان

كشجرة جدباء بلا أوراق

عارية ، الريح تتخللها

تتلتصق بأرض ذات ثلاث

العمر ؛

المال؛

اللذة ..

***

من أوراق فبراير 2011

الوقت

27 سبتمبر 2011

الساعة تدق بصوت عالي ، وانا أبصر بندولها الذي يتدلى كالثعبان، يذهب ويرجع، هنا وهناك ، قرأت أن الوقت مجرد بعد، بعد آخر من الأبعاد التي نستعملها في حياتنا اليومية. أمكث أحيانا ساعات لأتابع الحركة، ومصدر قوة الوقت ، أنظر للساعة الرملية، وأتابع حبيبات الرمل وهي تتساقط حبيبة . . حبيبة ، والشغف يملأني لمعرفة مصدر قوة الوقت. هوسي بالساعات والوقت جعلني أقتني العديد من الساعات من ساعات حائط. . ساعات يد . . ساعات رملية . . الساعات التي كان يستخدمها القدامى بواسطة الشمس، عجلات و تروس، ومازال الوقت ليس حليفي. السنوات تمر، والسر مازال غير معروف . .

من أوراق 2008

المبنى

27 سبتمبر 2011

قطرات الماء تتساقط مصدرة صوت عال، لا صوت يعلو صوت ارتطام قطرات الماء بالأرض، يفتح عيناه، ينظر لأعلى، لا مصدر للضوء، ولكنه يرى.

الغرفة التي يمكث بها شبيهة بغرف المستشفيات. لون الجدار شاحب كذاكرته التى لا تملك إلا صور متتابعة من جذب ودفع، وكؤوس تتحطم، رجال يتخبطوا .

 ينظر لنفسه ، لايجد إلا رداء المستشفى على جسده؛ يوقن أنه في مستشفى، ولكنها ليست مألوفة.

يحاول القيام عن فراشه، وهاهو قد اعتدل وجلس على السرير، إنه في كامل قوته . ليس بمريض، يتجه إلى ذلك الصنبور الذي كان يسرب الماء، ويفتحه، يغسل وجهه ويشرب، وياله من ماء نقي . .

يجذب إنتباهه ذلك الخيط الأبيض المربوط حول معصمه، يحاول خلعه، ولكن ليس هناك أي جدوى، الغرفة ليس بها إلا سرير وصنبور،  يجول بخاطره :

  • أأنا محتجز هنا !

يندفع نحو الباب وإذا به يفتح الباب، إن الباب ليس مؤصد.

يخرج وينظر للخارج، إنه ممر والأبواب بالخارج كثيرة، يسير ويحاول إيجاد أي أحد ؛ هذا المكان يبدو مهجور، يتقدم نحو أبواب الغرف الأخرى ويحاول أن يجد أي مخلوق، ينادي لعله يجد أي شخص، ولكن لا من مجيب.

 يبدأ الشك أن يساوره ، وأنه مرة أخرى محتجز، يجري يمينا ويسارا هروبا من شيء لا يعيه.

يجد سلما يوصل لأعلى ولأسفل، يركض لأسفل، لعله يهرب من ذلك المكان الغريب.

 *****

 الصمت رفيقه، الرعب يملأه، دقات القلب في تصاعد مع سرعة الهبوط على الدرج.

يهبط عن السلم و ينظر لأسفل عبر السلم، ولا يجد أي نهاية لذلك السلم، ينهك من النزول. ويدخل للطابق الذي أنهك عنده. إن الطوابق متشابهة؛ الفارق الوحيد أنه بالنزول لأسفل ألوان الجدران إزدادت شحوبا، والصدمة تزداد والخوف يصاحبه أينما تحرك.

يبحث عن أي غرفة مختلفة؛ لعله يجد أي اختلاف، الاختلاف قد يريح شدة توتره .

الانسان عادة طماع، وفي الأحيان الأخرى قد يقبل بالخوف عوضا عن الذعر الشديد!

*****

 وهاهو الباب المختلف، يرتاح لبرهة، ويفتح الباب، إنها غرفة بها أدوات، وكلها أدوات حفر و مطارق و كثير من اليدويات، ياللصدفة يبتسم قليلا وكأنه وجد ماقد ينقذه .

  •  لقد ابتسم لي القدر، فلأخرج من هنا .

 يأخذ المطارق والأزاميل، ويركض لأخر الممر، ويبدأ في الكسر و التحطيم.

 الجدار لا يحطم، لعله لا يكسر بالقوة الكافية، ولكن الجدار كان صلد، والطرقات من الممكن أن تهدم منزلا كاملا، القوة استمدها من اندفاع الأدرينالين، ولكن كلها تبدد في الهواء.

 انهار وسقط مغشيا عليه .

*****

 يفيق مستيقظا من غشيته، ولكنه ليس على الأرض، إنه في نفس الغرفة الأولى التي استيقظ فيها من قبل. الذكريات تندفع في عقله . . . حديقة . . . أشجار . . . المطر . . . لكمات في وجهه . . . الدماء على الأرض . . ولكنه يرجع لأرض الواقع .

 ينظر حوله في الغرفة، لا يوجد الصنبور، ينظر لمعصمه، يذهل الخيط أصبح أسود.

يجري مندفعا للخارج، .يبحث عن تلك الغرفة المختلفة، وكأنه يبحث عن طفله الضائع، ينزل عن الدرج، يركض بكل ما أعطي من قوة، الدم يغلي في عروقه.

حتى وجدها، إنه نفس الباب . . يدخل . . يجد نفس الأدوات، كوضعها الأول، يخرج كل شيء . حدسه يخبره أن يخرج جميع الأدوات بالخارج، الغرفة أصبحت مثل باقي الغرف بالمبنى، ولكن الفارق الوحيد هو ذاك الستار بنهاية الغرفة، يتقدم ويفتح الستار.. نافذة. . . صاح :

  • وجدت المنفذ . . .

نظر إلى خارج الشباك ؛ واكتملت دهشته، ليس هناك أرض إنه في السماء . . . كل مايراه سماء صافية لا شمس . . . الطوابق من الخارج لأعلى تبدو بلا نهاية وبالمثل للأسفل.

تحدث لنفسه قائلا . .

  • لقد علقت، ليس هناك منفذ، أين أنا .. أأنا ميت الآن ؟! إني محبوس، إرحمني يا رب!

ويبدأ بالهذيان ويسقط مغشيا عليه مرة أخرى . . .

 *****

 من أوراق 2008

العرافة

27 سبتمبر 2011

ذلك المكتب هو حياتها ، قضت أعوام الدراسة الجامعية لتتخرج وتعمل في ذلك المكتب، مكتب أبيها، أحلامها عادية، الفارس والحصان الأبيض،  ولكن العمل قد طغى على ذلك ، أصبحت يوميا تنهض مبكرا  ،تأخذ دشا باردا، تُفطر ، ثم ترتدي ملابس العمل، و من ثم تنزل للمكتب. المسافة إلى المكتب كانت بعيدة لأن تأخذها سيرا على الأقدام؛ ولذلك فهي تستقل الحافلة، تنتظرها دائما عند آخر الشارع التي تقطن به، تحب القراءة، تستغل وقت الذهاب والعودة في قراءة الروايات، هذه الرواية كانت تهرب بها من الواقع لعالمها الخيالي.

تلك الأعمال المكتبية كالحسابات والأوراق، أغرقها، فالعمل أصبح العنصر رقم واحد في حياتها، ومن الصعب أن تغيره. في نهاية اليوم، بعد الوصول للمنزل، تجهز العشاء، وتجلس قبل الطعام محدقة في الصورة المعلقة على الحائط في الصالة، صورة أبيها والشريط الأسود فوقها، تتأملها، وتتنفس الصعداء، وتبدأ في تناول الطعام.

أحيانا كانت تزور صديقاتها،  ولكن في معظم الأحيان كانوا يزوروها، لعل وحدتها هي السبب، الزيارة القصيرة التي تدوم الساعة ولا تتعدى الساعة ونصف الساعة، تنسيها الوحدة، وبعد رحيلهم، تعود لصديقتها الأولى، الوحدة.

*****

مجرد يوم في وسط الاسبوع، كباقي الأيام، ركبت الحافلة كعادتها. تجلس في مقعدها المعتاد بجوار النافذة،  وهاهي تخرج الرواية، وتتابع القراءة من حيث توقفت بالأمس، روايتها تأخذ منعطفا خطير، البطل يوشك على الموت، الرصاص يتناثر، البطل يقفز . . . و . .

  • أتملكين منديلا أيتها الشابة ؟!

تلتفت إلى جوارها،  إنها سيدة عجوز، شعرها فضي اللون . . . عيناها غائرتين . . صوتها كالفحيح . . تنظر إليها . . .

  • منديل ؟

تبحث في حقيبتها وتخرج منديلا ورقيا ، وتسلمه للعجوز .

  • تفضلي ياخالة .

  • شكرا يا أيتها الشابة .

تنظر لتلك العجوز وهي تمسح أنفها، لابد أنها نزلة برد، وتعاود قراءة الرواية . .

ولكن العجوز تستوقفها . .

  • إلى متى ستظلين تقرأي ؟!

  • إلى حين أصل للعمل . .

  • لا أقصد ذلك . .

  • ماذا تقصدي ؟!

  • لا أعني اليوم بل عامة، إن القراءة لن تفيدك كثيرا في حياتك .

  • وماأدراك . . ؟

  • استمعي لي،  أحمل لكي نبؤة . .

  • نبؤة ؟

  • نعم،  أتريدين معرفتها ؟

عادة . . هي لاتثق بكلام العرافين، تعتبرهم دجالين، محتالين؛ كل همهم أن يوقعوا بالانسان الذي يقف أمامهم ويستغلوه،  ولكنها لم تقابل أحدهم، تسمع عنهم من أصدقائها والعاملين بالمكتب .

وياللقصص التي يروجوها عنهم؛ ذلك الرجل مبروك، ويرى المستور، تراهات . . . كلها ترهات .

ولكنها الآن جالسة إلى جوار أحدهم، وهاهي العجوز تهم بإخبارها عن مستقبلها أو ماسيحصل لها قريبا، أستستمع لها، وهي لا تقتنع بحقيقتهم .

أسيضرها إذا استمعت لتلك العجوز، تنظر للعجوز و ترى كيف أن الزمن قد ترك علاماته وأوقاته على وجهها، ترهبها قليلا، ولكن ماذا سيضرها ؟

  • أخبريني ماعندك ؟

  • اسمعيني جيدا ، انها ليست نبؤة جيدة .

ارتبكت الفتاة وقالت :

  • تابعي . .

  • اليوم، إلى أن تغرب الشمس،  قومي بإنجاز ما عليكي، فستلقين حتفكعما قريب . أعذرني كان علي أن أقول لك ذلك .

ارتعدت الشابة والتزمت الصمت، وهرعت لروايتها،  كيف تستمع لهذه العجوز؛ كم هي حمقاء لتفعل ذلك، ولكنها قد وصلت للمكتب، نزلت عن الحافلة، وتركت العجوز، تلك العجوز ذات النظرة المخيفة والعيون الغائرة.

*****

تدخل المكتب، تتوجه حيث تعمل، وتجلس، كلام تلك العرافة قد أثر فعلا فيها، القلق يساورها، ولكنها في مأمن، لقد قالت اليوم ستتم هذه الحادثة .

يدخل الساعي وبيده فنجان القهوة اليومي .

  • تفضلي يا أستاذة .

لم ترد . . هذا الموضوع قد احتل ذهنها،  كلمات العرافة تتردد في ذهنها .

هذا اليوم لم تنجز الكثير من عملها، بل أجلته، وكل هذا للتفكير، كيف هذا يحدث، ألم كانت لا تؤمن بكلام هؤلاء، كانت تحتقرهم، والآن تستمع لهم، تجادل نفسها ذهابا وإيابا في أركان عقلها،  ما بين أنه كلام قد يحدث و بين أنه كلام كاذب، ليس له أساس من الصحة، لقد تغير يومها .

*****

تركت مكتبها وخرجت، إنها تفكر فيما ستفعل، إن حياتها على وشك الإنتهاء، تسارع في الرحيل. تستقل سيارة الأجرة، وكلمات العرافة تجلجل في أذنيها.

وصلت المنزل، تدخل . . تسقط على المقعد من شدة التعب، شريط من الذكريات والأحلام تمر بمخيلتها، ماقد حدث وما حلمت به، تتذكر كلمات الأمل قد تحدث عنها والدها :

  • حينما يذهب الأمل، فلا حياة ممكنة، لايمكن أن تعيش بدون الأمل، لأنه أكسجين الحياة،  اليأس يعني النهاية. . مثبط الحياة .

تلك الكلمات أوقفنها لوهلة .

  • ياللحماقة، ماذا أفعل ؟ لقد انصعت لتلك الدجالة.

وكأن كلمات والدها ذات طابع ساحر، تحركت من مقعدها، واتجهت للدورة المياه، وغسلت وجهها، ونظرت للمرآة . . وقالت لنفسها:

  • كوني قوية،  لن تقتلكي بضعة كلمات.

رحلت واتجهت للمكتب، ولكن هذه المرة، كانت في حماس عظيم.

الشوارع شبه فارغة منتصف اليوم، استقلت سيارة الأجرة وانطلقت.

*****

أنهت أعمالها، وياله من يوم به شبه تغيرات فكرية محورية،  ولكن اليوم قد انقضى، ورجعت المنزل وهي تضحك؛ الضحكات هيستيرية، كيف صدقت تلك العجوز، لم يحدث شيء، قامت كالعادة تحضر عشائها، وتناولته. وحضرت بعض صديقاتها، وأخبرتهم بما حدث و تصاعدت ضحكاتهم، وانتهى اليوم . . يالها من مفارقة .

حان وقت النوم، تمتمت في هدوء يحمل الراحة في كفه :

  • انتهى اليوم.

وغطت في نوم عميق . . .

تستيقظ في الصباح، اليوم عادي كأي يوم آخر . . .

ترتدي ملابس العمل، وتفطر، وتهم بالنزول، تتذكر ماحدث بالأمس،  وتندم لأنها تركت العرافة تحدثها وتعبث بعقلها، وهي تفكر . . . تلتفت ليمينها ، فإذا بسيارة مسرعة تنتشلها من على الأرض وتلقيها على الجانب الآخر من الطريق.

كل ماتفكر فيه هو النهاية .

إلى أن ارتطمت بالأرض الصلبة، شهقة عالية، الظلام هو مايحيطها.

انها مازالت تتنفس . . .

انها مازالت في سريرها . . مجرد كابوس، أطغاث احلام، صراعات نفسية . . . خطؤها الوحيد بأنها أمنت قليلا بالعرافة . . . ولكن أيامها عادية وظلت عادية .

*****

من أوراق 2008

الطائر الحزين

27 سبتمبر 2011

أصرخ أيها الطائر الأسود

فليس هنا للتغريد مكان

في بوح الحقيقة كن الأجود

ريثما يكون للهديل زمان

أصرخ يا طائري الأسود

للألم آن أنين الأوان

أوراق الدوح تلطخت بالأسود

وطارت إلى حيث كل شيء فان

 ***

يا مكسور الجناح

نحيبك أقرب للنباح

فلا يدعك أحد ترتاح

أجهدك الكفاح

فتحطمت عظام الجناح

وخرت عظام النجاح

ولم يتبق غير العويل والنواح

فاصرخ بكل ما تبقى كسلاح

لعل هذا السلاح يجعلك ترتاح

 ***

اصرخ يا طائري الأسود

وانشر أجنحتك السوداء

تحزن على ما مضى

يا وحيدي الصغير لا تحزن

القدر قد قضى

وليد الدقيقة قد أذن

الألم كالصدى

يتردد في الجسد دائم الآذان

فلتصرخ بكل ما بقى

ولتسمع ما تبقى من الأذان

 ***

يا مكسور الجناح

جلجل النواح

وانشر أجنحتك السوداء

لعلك ترتاح

 ***

من أوراق 2008

الوداع

27 سبتمبر 2011

إنها الليلة ، الليلة المنتظرة . .

جمع كبير ، موسيقى صاخبة ؛ القاعة ممتلئة ، العروس والعريس جالسين إلى جوار بعضهما البعض .

  • أليسا عصفورين جميلين ؟

  • ياه ، لقد إنتظرت كل هذا الوقت لكي أرى إبنتي العزيزة في عرسها . .

  • مابالك أتدمع عيناكي ؟!

  • وكيف لا تنزل دموع الفرحة .

والدي العروس يتجاذبا أطراف ، والنشوة في هذا العرس قد بلغت ذروتها ، والباقي لإنتهاء الحفل ساعة .

الموسيقا تدوي ، والرقصات تتكاثر ، الشباب يتحركوا يمينا ويسارا فرحين بهذا العرس ؛ لعلهم ينالوا مثله .

إلى أن دخل الحفل ذلك الشاب ، أُخرست الموسيقى ، صدم الحاضرون بالحفل ، إنه هو ، كيف استطاع أن يحضر، لم يتوقع أحد مجيئه ، يالجراءته!

*****

البحر هو من كان يستمع لحديثهما ، قد تستطيع أن تجعل أي شخص أن يقر بالحقيقة، ولكنهما إستئمنا البحر، ذاك ﻷن قاعه بعيد.

أحلام الدنيا كانت أحلامهم، كانوا قد خلقوا بعضهم لبعض، التوافق واحد ، النظرة كهمسة لا يفهمها إلا هما .

  • أستكون لي وحدي ؟

  • سأكون يا من أعشق في حياتي، أعدك ؛ وعد من دمي لا يمكن أن أخلفه، ولن يأخذك أحد مني .

  • أنت مجنون ، لن أكون لغيرك.

وهاهي تبتسم ، وهو ينظر إليها بأمل و خوف من المستقبل ، مازالا صغيرين لم يتخطا أحدهما العشرين من العمر .

  • هذه الإبتسامة هي أملي ، وهدفي، فلاتخذليني . .

*****

يتذكر كل حديث دار بينهما ، الشوق والحنين، الأمل . ذلك العاشق ، قد دخل العرس ، والذكريات تطارده ، كل الكلمات تدفق لذهنه .

صرخ والد العروس في وجهه :

  • ماذا أتى بك إلى هنا ؟

صمت العاشق ، وتابع مسيره للعروس ، يتهاتف الحضور ، ولكنه لا يسمع شيئا إلا كلمات الوداع التي تؤلمه . . . قلبه . . عقله . . قد جرحوا ، لقد كانوا لبعضهم، وقد أبعد القدر بينهما، فمن سيلوم . . . القدر . . أم هي . . أم هو نفسه . .

*****

دقات قلبها في تصاعد ، لقد نقضت العهد ، ولكن كيف يمكن أن تنتظره ، أهلها سيمنعوها من انتظاره . . البحر وحده يعلم ، لقد اشتكت له ، دموعها اختلطت بمائه . .

تنظر له في انكسار ، كانها اجبرت على ذلك ، محاوله أن تخفي أنها كان لها بعض السبب في ذلك ، في افتراقهما ، إنها القمر وهو الليل . . . إنها السفينة وهو البحر . . . كيف يمكن ان تهجره . . .

  • لم جئت ؟

صرخت في وجهه ، والدموع تنساب من عيناها ، تلك العينان التي هو أحبهما .

لقد أصبح الصمت ، الندم ، الألم .

*****

إقترب منها ونظر لها ، وقال لها :

  • لن تكوني لغيري ، لقد وعدتك . . .

وهاهو . . . يخرج المسدس من طيات ملابسه ، الحضور يصيبهم الذهول ، أسيقتلها . . لقد كانا عشاق ، واذا كانوا قد تمكنوا من الزواج، لكانت قصتهما من احد القصص التي سيتغنى بها كل العشاق .

تصرخ أم العروس بآة ألم وخوف .

يبتسم بألم ، ويقول لها :

  • الوداع

ويطلق الرصاص،  وتنفجر الدماء ، لقد اطلق عليها الرصاص، وأطلق على ذلك العريس الرصاص .

والناس تصرخ، هاك الهرج والمرج ، الكل يركض ، مذعورين .

وقع المسدس من يده . وماتت ابتسامته . جلس على الكرسي المجاور لها بعد ازاحة العريس وحلت الكأبة بالمكان. حتى وصلت الشرطة .

وعندما اقتربوا منه ، رأسه كان منكس ، لقد مات .

لقد قتل نفسه بالسم قبل المجيء ، أهو مجنون ، أهو عاشق ، من قد يقر بذلك.

من أوراق 2008

مُبْهمٌ

27 سبتمبر 2011

أنا بين الجميع كلمة مبهمة

والمبهم للجميع نغمة مهملة

***

وحيد في قلعتي غير مرغوب

فأنا الذي عليه مغضوب

وجه قبيح ، ليست فعلتي ،فلست المنشود

قلب جريح ، زاد علتي ، لا أقدر جعله الموءود

دعوني أقص قصتي وكونوا الشهود

ذاك اليوم رأيتها وكان القدر

عيناها زمردتان بريقهما يفقد البصر

روحي مقتبضة والعزة تخفي الأثر

هي كالنسمة العابرة تحت ضوء القمر

وصرامتي متكابرة ولكن لها أختلس النظر

وبإبهامي هي ثائرة .. ولكن أنا فقط بشر

 ***

أنا بين الجميع كلمة مبهمة

أصرخ عويلا نغمتي المهملة

***

الليل الطويل و صدى العويل

واليوم ليس كفيل بنسيان الهديل

والدم بالمنديل ولازلت أتسلق النخيل

والجسد الهزيل مردي عليل

فهل من رفيق ؟ فها من خليل ؟

لا أدري إذا كان حبا أم عبث !!

قل إذا كان حبا أم عبث ؟!!

عند رؤيتها ، يكون فمي في الكلام قد عجز

وعدم رؤيتها يزيد الليل هوسي هوس

 ***

أنا بين الجميع كلمة مبهمة

أصرخ عويلا صرختي المهملة

 ***

راقد في النعش

رؤيتي تجلب القشعريرة

تجعل الكل يرتعش

تعزف الآسي على وتيرة تلي وتيرة

ولكني لازلت أعش

والأنفاس وحدها شهيدة

الحل سأرحل فأنا الوحش

ولن أنساك أيتها الجميلة

الوحل لمغرق النعش

تذكريني أيتها الجميلة

 ***

أنا بين الجميع كلمة مبهمة

ذابت واندثرت في النغمات المهملة

من أوراق 2008

الشموع السوداء

27 سبتمبر 2011

انسياب دم الغزال

على أحجبة الأعمال

و أين الكمال؟!

أوراق التاروت والفنجان

ثمرات التوت وقلب الإنسان

أنت وأنا والشيطان

من ذو القرنان ؟!

وكيف للحقيقة النكران؟!

والحقيقة تدان !!!

***

أشعل الشموع السوداء

لقدوم الفناء

وانهدام البناء

هيا بنا لنطلق البخور

ونروي الأرض بالخمور

ليعم الخمول

وتتعرج السهول

فلنشعل الشموع السوداء

ولتبتلع أبخرتها السماء

لتسقط على الأرض معلنة الفناء

وليندمج السحاب بالدماء

دماء الأبرياء

دماء الفقراء

دماء من وجد الداء

ولم يجد الدواء

حتى يفنى البقاء

والكل سواء

***

أشعل الشموع السوداء

شمعة لي ولما ذهب

شمعة للقلب من الغضب التهب

شمعة لأسرى الحرب

شمعة تحترق بين الشرق والغرب

شمعة لترثي الحضارة

شمعة لتردد أن الشر في الصدارة

شمعة تنثر الشرارة

في قلوب العذارى

في عقول الغلمان

حتى لا يصبحوا للندم ندمان!!!!

***

أوراق التاروت ، الفنجان

اللعنة حلت على الإنسان

طلسم مسلسل بطلسم على اللسان

إنسان .. شيطان

واللعنة حلة على الاثنان

والشموع السوداء

تحترق حسرة ..

قبلتها السماء

***

من أوراق 2008